الخميس، ديسمبر 29، 2011

صباح ... افتراضى


ترتب نفسها امام المرايا كطيف .. تداعب شعرها بيديها .. وتسأل كل الاسئله .. تنادى يصوت عال على كل تفاصيلها التى نامت تحت جلدها الطرى .. هى أمراة معجونه من عسل وماء وطين .. هى كل التفاصيل التى ضاعت فى السفر ونامت فى احضان لغات لاتعرفها .. وقلق لا يشبه حتى القلق .. اليوم تعيد ترتيب نفسها على المرايا وتكتب الحلم الذى ضاع بين ضلوعها مثلما ضاع وطن لم يبقى منه الا لهجتها لو ارادت ان تسب او تلعن الايام التى قادتها الى بلاد بعيده .. هى أمرأة الاثير وكل الحكايات التى تثير الدهشه .. وكل الابتسامات المرغمه على الابتسام .. هذا الصباح يشبه قلب الحبيب الذى نادى كل التفاصيل فيها .. ابيض بلون ابيض ... قالت هى بصوت احلى من العسل وارق من دهشة الاستماع .. هو ينام الان فى سريرى .. له ملامح جنوب قاسى وشوارب خشنه .. ونبت الشعر فى ذقنة الخشن وعيون لها بياض دموى فى ساعة الاستيقاظ .. ادعب وجهه بيدى حتى يصحو ويبتسم ابتسامه اعرفها خشنه ولكنها تأخذ قلبى وتجعله يرتجف تخيفنى بحب وتدعونى ان اقبل الشفاه التى ارهقها دخان السجائر الرخيصه التى يدخنها سيصحوا الان يدخن ويشرب معى القهوه وارتب له ثيابه . هو راقد الان فى سريرى.. وانا ارتب نفسى على المرايا له لكى يكون يومنا يشبه الاحتضان العميق بيننا ويصاحب رعشة الشوق والاشتهاء الذى لا ينتهى .. تنظر الان الى تفاصيل السنين وما ذاد من لحم على الخصر وماذاد من لحم على الوجه .. وكيف تدلى القليل من جلدها فى رقبتها .. لكن هى ناعمه .. مثل الحرير.. هى ناعمة .. هى ناعمه هاكذا قالت داخلها .. سيصحوا حبيبى من الفراس ليرانى .. بعيون بدائيه .. وقلب لا يعرف الا حبه . نادت : حبيبى انه الصباح .. اقتربت من هذا الجسد المدد بطول السرير .. المغطى حتى الرأس .. تفكر ان تسحب الغطاء وهى تتجه نحوه فى بطىء تلامس يدها اول رأسة الحليق .. وتسحب الغطاء رويدا رويدا من على وجهه .. مغمض العينين هو راقد كجسد .. له رئحة الفاكهه وعيون نائمة فى حضن الاطمئنان .. بوجه لا هو طفولى ولا هو جنوبيى ولكن وجه رائق انتهى لتوه من لحظة عرس .. وشفاه قبلتها هى بالامس كانت ساخنه .. وذقن نبت به الشعر لتوه .. وظهرت فيه الشعيرات البيضاء للسنين .. هو حبيبها .. تلامس برفق وبظهر اصابعها هذا الوجه حتى تصل رقبته .. وهى تسحب ظهر اصابعها .. ليصحوا الحبيب ... وبقبله صغيره .. على الشفاه .. عرفت انه ... ميت .. ميت

الأحد، نوفمبر 27، 2011

من انت ؟


كنت انظر الى وجوه القادمين فى الساحه الكبيره بقلق بالغ صالة الوصل رقم ( 1 ) انا خلف الحائط الزجاجى الكبير اضع يداى فى جيوبى ادخن . انتظر هاكذااعتدت على الانتظار الذى اعتادنى .....
دائما انتظر اشخاص لا ياتون واحيانا يأتون ويرحلون فى التو وقبل ان يكون بينى وبينهم اى تواصل ... كان الاثير افضل من الواقع ... هاكذا كل من انتظرتهم قالوا هذه الجمله انا عبر اسلاك الهاتف افضل بكتير من ان ترانى انا بعيون مفتوحه دائما وانف جنوبى صعب وملامح تنم عن غباء حقيقى فيكون من الطبيعى ان كل من انتظره يرحل لتوه ... لى تجارب مع الانتظار كثيره لكن انا لست بصددها الان ...
السؤال فى خاطرى .. كيف سترانى هى ؟ ربما تغلق عينيها و تعود ادرجها .. وربما يكون احتضان خجول ملائم للهذه اللحظه ...
اول مره اعرف انى اتحقق .. اول مره اعرف ان هناك من يعشق ان يرانى ومن يريد ان يأتى لكى يكون معى .. لاول مره تدخل سيده فى ممرات روحى لترانى انا المجهول ذو الوجه الجنوبى الخشن ... هى تقترب الان من بوابة الخروج .. تقترب وهى تدفع العربه ... لا يوجد على العربه حقائب الا حقيبه خفيفه ... سوداء
نطقت اسمى وكان احتضان .. كدت ان اطير من فرحى كدت ان اقفز فى الهواء واصيح حبيبتى ... هى حبيبتى التى دخلت الى روحى من اسلاك الاثير ... هى حبيبتى .. فقط هى الان معى فقط ... كان الاحتضان الطف من وساده وارق من رائحتها كان الاحتضان رائع .. ثمانية اشهر كنا نرى وجوهنا على الانترنت ولا نرى سوى حروف الكلمات احيانا واحيانا لا نرى الا القهر الذى فاض بنا ... جأت حبيبتى .. كنت اريد ان اغنى ... واحسست بضربات قلبها الذى لامس قفصى الصدرى ... قالت : اين حقيبتى ..... سؤال هى تعرف اجابته .. وتسائل من فرط الدهشه هاهكذا قالت ...: اين حقيبتى .. ؟
- : تأخرت حبيبتى فى الطائره الاخرى وسوف نعود لاخذها فى الصباح
اكتمل المشهد .. اكتمل حلمى بها الان هى معى وانا معها نركب سياره واحده نتجه .. من المطار الى الشقه التى اخترتها ..
اخذت تلامسنى وتضع يديها على جبهتى وترف أصابعها ريش على خدى . كنت انظر اليها فقط .. انظر اليها وانا عاجز عن الكلام هى حبيبتى .. هاكذا كان الصوت داخلى حبيبتى وكفى .. ووضعت يدها على مكان ورم فى جبهتى هى تعرفه جيدا من صورتى
من المطار الى الشقه ... خمسة عشر دقيقة وانا لا اصدق عينانى .. ربما يكون هذا حلم .. ربما اريد ان يصفعنى احد لكى افيق من حلمى ... هى حبيبتى قد جات الى من بلاد بعيده لا اعرفها الا صور .. فقط صور .. انتهت الصور يا انا .. انتهت الصور الان يا انا ... انتهت الصور الان .. تلامس وجهى وتضع يديها على ركبتى احيانا والامس اصابعها احيانا اخرى واشبك فيها اصبعى .. كنت مندهشا او خجلا او ... لا اعرف .. ربما لا اعرف لا استطيع الوصف .. احيانا تكون الحقيقه مدهشه اكثر من الاحلام .
وضعت المفتاح فى الباب .. تقدمت هى خطوه ودخلت .. تفقدت الشقه جيدا ربما لم تتفقدها ربما اعجبتها وربما لم تعجبها .. ربما لا اعرف ولكنها بقلب مفعم بالحب الذى رايته عرفت انها ممكن ان تسكن معى فى اى مكان .. ربما قالت : انا هنا ولا شىء اخروانت فقط معى
حكت كل التفاصيل وهى تتحرك... المطار . الاجرأت الممله .. وتقطع الكلام : اين حقيبتتى .. ؟؟
جلسنا قبالة بعضنا .. بيننا المنضده .... هى امامى
-: حمدلله على السلامه ..
ارقب بدقه كل التفاصيل وطريقة كلامها واشاراتها .... كنت اريد ان اعرف كل الاشياء وانا جالس فى مكانى .... كنت اريد ان اتحرك انا واخذها بين زراعى واجعلها تكف عن الكلام ... كنت اقول لنفسى أجعل اللحظه تأتى بلا ترتيب وبلا اى مسبقات .. اعطتنى هدايها ... هى كانت اجمل من كل الهدايا كنت لا اريد شىء سوها وهى معى الان ... حبيبتى ... هى فقط حبيبتى ..
مع التحركات الصغيره ومع تقاطعتنا ونحن نمشى كانت الملامسه .. كانت الملامسه الاولى فى منتصف الصاله هاكذا .... نريد ان تأتى الاشياء هاكذاا بلا ترتيب .. نريد ان نلبى نداء الجسد الذى كاد ان يقضى على ارواحنا شوق .. قطعة عجين .. . هى كانت قطعة العجين التى لم تدخل الى فرن امى كنت الامسها بكاملى بكل تفاصيلى واريد ان اشكل هذا الشوق براحتى .. كنت اريد ان اقطع شوط ثمانية اشهر من البعد والاغتراب والعذاب كنت اريد ان تروينى هى وكانت هى تريد ان ارويها من خشونة جسدى الجنوبى النحيف الذى يشبه شجره محنيه فى فصل الخريف بلون بنى لا يشبه القمح ولا يشبة الطين .. كانت تريد هذا الجسد الخشن الذى نام فى خجل بين ضلوعها .. خجل الاكتشاف .. انه خجل الاكتشاف يا جسد لم ترتوى .. يا جسد اكلتك الروح وعذبتك حتى صرت مثل جزع نخله قارب ان يهوى للارض هى تلقفت جسدى بين يديها .. ولانت بحريتها وستكانت بين يدى وبين ازرعى السمراء فرع شجر معذب فى الهواء يريد ان يسقط .. مابين فرع الشجره وقطعة العجين بين يدى كانت اللحظه الفاصله .. انا قادم من شراينى وهى قادمه من اوطان الاغتراب والشجن المعذب وانا قادم من جنوب جاف لا يهوى الا الخشونه ولا يعرف سواها .. ...... قادم انا على مراكب من العجين الطرى له مزاق القمح .. وله حلاوة السكر .. كانت شفاها السكر فى نصف رغيف ساخن معطر بسمن بلدى لذيذ اذكر مذاقه وانا اختبىء خلف جلباب امى كى لا يرانى الاقران الاخرين .... ...... ولم اكتفى لانى دائما كنت اريد النصف الاخر ..
ها ... نحن نستريح ... من دورة الشوق الى دورة شوق جديد ....
وحين ... ارتدت بنطال نومى .. والتيشيرت الابيض .. كانت مثل فراشه جميله ... نامت واستكانت جوارى ... الا سؤال واحد فى عينيها
( من انت ؟ ) ....