الخميس، أغسطس 05، 2010

بنت لها حواف رغيف ساخن


حدق جيدا فى المرايا واخذ يبحث عن منبت البثور فى وجهه واخذ يقطع روؤس الدمامل الصغيره وضغط عليها حتى احمر وجهة من الالم .. يكره ان يكون لوجهه بثور ودمامل صغيره ... ويكرة شكل الدم الذى يبقى على رأس الدمل المفقوء ... بعد فتره يترك مكان اسود .

اعتاد كل صباح ان يلاطف وجهه بهذه الطريقه حتى صار وجهه يشبة التين الشوكى .. هو مولود من صباره .. ابتسم وقال للمرايا اننى اخضر بلون الصبار ومر بطعمه ..( من كان طعمه مر لا يأكلة الناس ) .الرجل الصباره يعرف تفاصيل الرقصات الاخيره للبنت يرتدى اخر ماتبقى من جلده الذى اخرجه من الحقيبه ودخل الى المسرح .
ترقص البنت على وتدور دورتها حول الراقصين الذين يبتسمون ابتسامة صفراء بلون الاضاءة المنبعثه من اعلى ... كانت عينا الرجل تراقبها هى تعرف الوجه ربما تعرف كل الوجوه ولكن لا تعرف الاسماء .. ولا تعرف نطقها .. هى اضعف من تحتمل نطق كل الاسماء كيف تعلم أدم كل الاسماء .. ؟ هاكذا سألت ؟؟؟؟؟؟ وهى تدور اخر دوره لها ... تعلم ادم الاسماء ولم يتعلم الرقص مثل فراشه .. هذا الوجه الذى يرمقها من بعيد هى تعرفه هى تعرفه وربما لا تعرفه ... هى تختصر كل المسافات وتقف بعد دورتها الاخيره وقفة الذى ينحنى للجمهور وتخرج مسرعه .. كان وجه الرجل يشبة التين الشوكى . ا تذكرته .. رجل غطاها حين شعرت بالبرد وهى نائمه فى كرسى حافله ... وحين فتحت عيناها لم تفزع من وجهه لكنها ابتسمت ابتسامة تشبة برشاقة الرقص .. هاكذا تذكرته ..

خرجت الى المكان الذى يجلس فيه فى الصاله ولم تجده .. لم تجده ... رحل الرجل الصبارة ... اتجهت الى المقعد الذى كان يجلس فيه حدقت جيدا ومالت ومسحت على المقعد المبلل بلون اخضر يشبه الزيت حاولت ان تلمس السائل فلمست ، وشمته تذوقته بطرف لسانها الذى يشبه لسان العصفور .. كان الطعم مر بطعم صباره ... ولكنها ابتسمت من فرط المرار .

مرت الساعات طويله وهو يبحث عن وجه البنت فى صور التليفون او فى التلفاز او على الحوائط فى المبانى اللامعه او فى لحظة الحلم التى لاتأتى فيها ابدا .. البنت مرت على كل ارصفة الحلم والشوارع ومرت على قلبه المتخم بمرارة الصبار الذى تزوقته على المقعد ...
هنا على ناصية الشارع كانت البنت قادمه وكان الرجل الصبارة يقف اشارت له ..قالت ( هل تبحث عنى ؟ ) ابتسمت شفاه الصباره بشكل عفوى وربما بشكل لا يشبه صباره ... قالت : اين ما وعدت : الرجل الصباره لا يتكلم سوى المرار لذلك صمت ، وحرك فروعه ذات النتوأت السوداء واخرج من قلبة تينه .. التقطتها البنت فى نهم ورحلت .. ربما اكلتها وربما اكلت قلبه الصغير الذى يشبه تينه ... رحلت البنت فى زحام الشارع.

عاد هو الى مراياه وحلمه الصغير ببنت تقف لترقص على اطرافها فى المسرح الصغير وتوزع الابتسامات بشكل فاتر وتبحث عن وجه رجل واهم بأنها تبحث عنه ...
و البنت عيناها لا تعير احد الانتباه ولا هو ولا المقعد ولا حتى اعمدة الاناره فى الشارع البعيد .... ا
لبنت لا تودع احد ولا تجيب على الاسئله ولا تعرف سوى الابتسامات الفاتره ...
البنت رحلت مع القطارات ليبقى هو باحثا عن النتوئات فى وجهه الشوكى .

قال الصديق للرجل الصباره : تعلم .. فقال : تعلمت .. قال الصديق للرجل الصباره : تمهل . فقال : تمهلت . قال الصديق للرجل الصباره : البنت لها حروف وحواف صغيره كرغيف خبز ساخن .. ولبها سااااااااااخن ... يخرج منه بخار يتقلب له فمك فتمهل فى لحظة الاكل وتعلم كيف تبحث عن بنت لا تكون مثل رغيف ساخن .. فقال الرجل الصباره :اذن ابحث معى على قطعة ثلج لاجرشها ، ولكن سيتقلب لها فمى مثل لب الرغيف الساخن . تعجب الصديق وقال بصوت اجش : نظرية .

















الأربعاء، يوليو 21، 2010

قطعة لحم


من اللحظه التى تشعر فيها بالاندهاش عندما يأتى اليك احدهم يخبرك بانك ميت و بقاياك فى الشارع هناك موزعه تحت ورق جرائد مبلله بالدماء وببصمات الاشخاص اللذين وضعوها عليك اكثر من مره بعد ان طيرها الهواء ...

مندهش انت الان لان خبرك جاء وقالوا انك ميت .. ميت ميت


لن تشعر فيها بالخجل عندما تاتى البنت التى تعرفها تمام المعرفه وتقول ان وجهك مستطيل ولم يكن انت التى تخرج معها وانك طوال الوقت كنت ترتدى قناع اسمه المشاعر الجميله وان وجه الولد المستدير الابيض او الاسمر تحتفظ فيه بجوار اغلى اشيائها فى دلاوب ملابسها وربما بجوار قمصان نومها المعطره التى شممتها انت فى يوم ما ...وتخجل وتخجل حتى تتحول الى الوجه المستطيل الخجول ... فلما تشعر بالخجل طالما هى لا تريدك وتريد ما هو دائرى لان المستطيل لا يناسبها ... مع انك كنت طوال الوقت تعشق الدوائر معها ... خجول انت الان ..


لن تشعر بالصباح الذى ترتشف فيه القهوة المره وتخرج تبحث فى الوجوه والعنواين عن اصحاب الاسماء الموجوده على الاظرف البيضاء اللامعه ذات الملمس الناعم وتلسعك الشمس التى تهرى قفاك وتهرى قلبك الموجوع وانت تدخن تحت سطوة الشمس وسطوة المال و الاولاد و الدين و الشرف والامانه وسطوة الانسان الرافض لكل القيم الباليه وهذه الاشياء التى لا تنفع ببصله وسطوة ابيك الذى تركك وحيد تركل الاحجار فى الشارع المشمس وسطوة امك التى انتزعت خير زادها من فما واعطته لك ودللتك وقالت انت الوحيد رغم الاولاد والزوج والبيت انت الوحيد لانك بعيد دائما ومسافر ... لكى تعود ... وانت بعد ان ماتت لم تعود ولن تعود ابدا وماذلت ترتشف القهوة المره كل صباح وتخرج دائما بلا .......وانت لا تشعر بالصباح .


( لن تشعر باى شىء ) هاكذا قال طبيب الاسنان الذى انتزع ضرسى من اللثه ... ولكنى شعرت ... هو الالم ... ربما كان الطبيب كذابا وربما البنت الممرضه التى كانت تمسك بيدى كانت صادقة لانها كانت تبتسم لى .. لانها كانت تشعر بنفس الالم وانا اضغط على يدها .


ها انت ممدد تحت اوراق الجرائد تحت الحروف ورائحة الاخبار النتنه غطونى بجريدة قوميه .. ميت ميت ... هاكذا قالوا ..


لم تكن تعرف قطعة اللحم التى فى بطن زوجتى انى ممكن ان اغطى بالجرائد فى اى لحظه وانا اعبر الشارع وربما اسقط دون حادث ...