الخميس، يناير 09، 2014

أعبر الى الجهه الاخرى انا وهى يدى تمسك بيدها المتعرقه خافت أن تعبر طلبت منى أن امسك يدها ... عبرنا وتشابكت اصابعنا حتى عبرنا الميدان المزدحم .. قالت : عايزه امسح ايدى من العرق أدركت انى كنت ذاهب فى نشوى الانتصار بأننى فلحت فى أن اكون انا فارسها الذى يعبر بها الطرق ويصارع من أجلها  .. كانت الملامسه شىء أكسبنى نوع من الرجوله وجعلنى قادرعلى فعل لم أعتاده من قبل .. بعد أن مسحت العرق بمنديل ورقى له رائحة القرنفل تمنيت أن اقبل المنديل بل اقبل راحة يدها الناعمه  قالت : ممكن تمسك ايدى تانى  ... ابتسمت مثل صعيدى راجع من رحلة سفر بعيده وعرفت أننى رجلها المفضل ..

هنا على المقهى فى محطة السكه الحديد برمسيس .. جلست هى بحقائبها  .. اخرجت سجائرى .. دخنت معى وشربت قهوه بلون عينيها .. قالت : انا مليت ... عرفت ساعتها أننى لم أكن احمل نوع السجائر التى تدخنها .. .. وعرفت أننى لا املك مكان نذهب اليه لكى يكون بيننا عناق وندخله كأنه وطن ... ركبت القطار دون أن تتكلم ... بعد أن دفعت ثمن التذكره الى هناك الى بلاد البحر .. عدت أدراجى الى الصحراء التى أسكنها .. ... هنا كانت تنام على السرير بعيون مليئة بالارهاق من سهر ليله طويله شربنا فيها ودخنا وعلقنا بالكلمات على وطنها الذى  ضاع  و لن يعود ... هنا على السرير عرفنا أننا نشيخ ونروح فى درب لن نعود منه .. وعلقت على بأننى استعملها مثل بنت تبيع جسدها ... قالت :أنا بالنسبالك بنت ليل   ... صفعتها برأس مشوش بالشراب .. وعرفت أن يدى تركت أصابعى بلون أحمر على خدها الذى قبلته منذ لحظات ...  عرفت أن علاقتنا انتهت ... لانها لم تعرف أننى كنت اعشقها حتى باتت مثل سرطان فى دمى ... ومن الواضح أننى لم اتخلص منها ومن مرضى الى الان . 



الجمعة، سبتمبر 21، 2012

من ساعى البريد الى ...... ؟

( كان عليك ان تخوضى التجربه لمجرد انها تجربه .. تمسكا بفكرة ... حب الاستطلاع او الفضول .. كان عليك ... ان تعطى للكلام معنى حقيقيى .. ولا تختبىء خلف وجه شقى شقاوة الاطفال الصغار .. انت لا تملكى حتى بعض الفضول .. حتى لو كان .. فأن فضولك ضعيف ... لمجرد إراقة دم الدهشه على وجهك ... كان لابد ان تكونى اكثر قوه من ذالك وتواجهى  بكل هذا العنفوان الذى تحمليه داخلك .. ولكنك ضعيفه ضعيفه ... ضعف يعطيكى قوة الاستخفاف بالاخرين ... هاكذا انتى دائما ترسمين نفسك .. ولانك غير حقيقيه انتى مجرد بنت تعبث ... بالاشياء على انها لعبه صغيره وستنكسر فى وقت ما .. انت حتى لا يساورك ندم ولا تجزعين من ضياع العابك .. لانك تعرفين ان الالعاب كلها تدور من حولك وستحصلين على لعبه جديده بلا مشاعر ... ولكن ... هذه اللعبه الان انتى اهملتيها بجوار سريرك .. واجزائها بجوار ملابسك الداخليه .. فى دولابك المرتب او الغير مرتب .. انتى لا تشعرين حتى بوجود قلب اللعبه بجوار حذاءك الخفيف تحت السرير ... يعرف انك تنامين نوم ملىء عينيك او انك حتى لا تنامى من فرط الم او جرح صغير فى جبهتك .. كان عليكى ان تجربى اللعبه اكتر او تحاولى اصلاحها او ترتيبها من جديد ... ولكن هى يا عزيزتى مجرد لعبه صماء كما تتصورين .. )
بكل هذا التهكم كتبت الخطاب لها ...

 وحين وصل ساعى البريد الذى يحمل مئات الخطابات على ظهره المحنى .. والذى تخطى الاربعين بوجه اسمر ... وعيون جاحظه من فرط الحر وشفاه لونها ازرق من التدخين .. ابتسمت هى .. وابتسم هو بدوره ... وكأن ساعى البريد يحمل لعبة جديده ... ولكن هى مجرد ورقه من التهكم .. تمنت بعد ان قراتها ان تقتل ساعى البريد .. الذى رحل فى عتمة درجات سلم بيتها ... انطلقت هى خارجه من نافذتها لتنظر ان كان خرج من مدخل العماره المعتمه ام لاء .. لما خرج ساعى البريد من باب العماره .. توقف فى قلب الشارع وانزل حقيبة الخطابات من على ظهره .. واخرج كل الخطابات البيضاء والصفراء ... والتى تحمل خطوط البريد الاحمر والازرق  ... مسكها بكل قوه ونثرها فى الهواء وهى تراقب بكل دهشه وبكل حمرة وجهها الخمرى .. وعوينات وضعتها لما قرأت خطابى ... ... تراقب ساعى البريد الذى بدأ  يخلع ملابسه قطعه قطعه ويرقص بروح راقص محترف  .. ويلوح فى الهواء مره بالخطابات ومره بملابسه حتى امتلاء الشارع بالاوراق وبات هو عاريا تماما مثل يوم ميلاده .. حتى اصبح الشارع بلون ابيض من الاظرف المغلقه .. والخطابات التى لم تصل الى اصحابها  بعد . نام هو على ظهره يحدق فى السماء... ولم يظهر من وجهه الا اسنان صفراء صفراء بلون ملابسه الحكوميه ... وهى ماذلت تراقب من شرفتها .. تملئها دهشة الشوف .. بعيون مفتوحه ..ننى اسود  بلون الزيتون ... ... وبوء بوء ابيض  بلون الخطابات ... الان ادركت ان ساعى البريد استراح وانه اخيرا وجدها وابتسمت له وسلم لها الخطاب الوحيد قبل ان يموت فى الشارع بعيون مفتوحه وجسد منهك من فرط حبه للبنت التى كانت تحب الالعاب الصغيره .. ... والتى لم تدرك يوما ان ساعى البريد ..  احبها ...  احبها .. وان كل الخطابات مع ساعى البريد كانت لها ... ولكن لم تقرئها هى ..

السبت، سبتمبر 15، 2012

ايقونه خشبية

جاء الاخرون وطلبوا من ان ابتسم فى وجه من صافحونى قبلهم ... سلمت انا وانتهيت منهم .. .. والقيت التحية عليهم وخرجت .. هناك فى ناصية الشارع الغريب انتظرت البنت لتاخذ هديتها ... ايقونه تشبه رجل ما او امراة ما .. او ربما لاتشبة احد هى ايقونه غريبه ... لها ملامح جنوبيه عتيقه وشعر اشيب ... وشارب لا يشبه احد .. شارب خاص  قادم من هناك من بعيد ... الاخرون خرجوا بعدى ووقفوا بجوارى على ناصيه نفس الشارع ربما هم ينتظرون من ياتى لايأخذ الهدايا منهم .. ربما كانت ايوقونات .. او اقلام حبر او علبة الوان .. او ربما مناديل معطرة برائحة بنت تاتى من قلب اليود .. ومن ملح الماء فى مدينه ساحليه تصيب عيون الجنوبين بالحرقه   وبالدهشه .. الدهشه هنا حقيقية .. والانتظار اصعب من لحظة موت ... الاخرون ملوامن الانتظار  ولم ياتى احد وانا لن امل واقف انتظر .. سيارة ينزل منها من انتظر لكى اعطية الايقونه ... ... ايقونه قادمه من جنوب مضحك ومن اناس مضحكين ماليئين بضجة السخف .. وتصديق كل الاشياء التى تحكى لهم .. وهم من قالوا عنهم انهم اشتروا ( العتبه الخضرا ) وانا هانا مستعد ان اصدق اننى ممكن ان  اشترى البحر واشترى كل السيارات التى تمر فى الشارع .. ولكن وتحت وطئة اضاءة اعمدة الاناره والصخب فى الشارع المزدحم تلمست الايقونه فى الكيس .. كان لها ملمس الخشب ورائحته التى احبها ... ستعجبها ايقونتى ... لكن كنت اريد ان اراها .. وارى ملامح حقيقيه لبنت انا لم اعرف منها الاصوت متعب .. وابتسامه لم تكن الا صفراء اعرف ذلك ... واعرف هذا الاستخفاف برجل خرج من داره من هناك فقل مقداره  هنا ودل على انه رجل ا سخيف لا يشبه الاجنوبى سخيف جدا جدا .. وانا انتظر وايقونتى تأن داخل الكيس .. كيف لى ان اقدم هديه داخل كيس اسود ... لا يصلح الا لصندوق القمامه هاكذا قولت لنفسى ولكن هى سوف تلتمس العذر حين تمشى معى فى الشارع وتحكى لى او لعلها تقول لى تعليق على الكيس الاسود انه سخيف بدرجة سخافتى ... .... ربما ... الاخرون يرحلون من الشارع وانا انتظر .. الباعه الجائلين يرفعون طولاتهم .. يخفت الصوت فى الشارع .. واعمدة الاناره .. تبداء فى الخفوت تدريجيا... المشهد يبدوا لى مسرحيا اكثر منه فى الواقع .. وانا انتظر بشغف طفولى ... جنوبى ... خرجت البنت من احدى الشوارع ... وقالت:  انت ؟ .. قولت انا .......  .. لم اتحقق حتى من عينيها .. مددت يدى لكى اسلم عليها فسلمت على مضد ... قالت:  اين هديتى .. اخرجت ايقونتى من الكيس .. فلمحت دهشه بلون البحر على عوينات زجاجيه ... اجمل من عينيها ... كانت دهشه طفوليه ... ادركت حينها انها لن تمشى بجانبى على طول البحر .. وانها لن تحكى لى شىء عنها .. لانى مجرد رجل جاء ليسلم لها الايقونه وانا لم اكن الا مجرد صوت بل ادركت اننى انا الايقونه ولكنها .. لم تأخذنى الى بيتها ولن تضعنى من ضمن اشيائها .. ولن تضعنى فى حقيبتها ... ولن تعبث بى .. ولن تنظر لى حتى بالاهتمام الطفولى .. ولا شىء ... انا مجرد ايقونه .. ممكن ان تلقى بها من شباك السياره الاجره التى ركبتها ... او ممكن ان تضعنى فى اول صندوق قمامه على ناصية شارعها ... المظلم .. فى هذه اللحظه بعد انا قالت اشكرك سلام .. عرفت انى .. مجرد رجل سخيف فى شكل ايقونه جنوبيه...

السبت، مارس 17، 2012

مقعد حجرى


جلست وحيدا ارقب خطوط السكه الحديد .. قطارت ترحل وقطارات تأتى من بعيد .. ربما يكون الوقت اقصر من المسافات ... ربما اختصر كل هذه المسافات فى لحظة حلم رافضا وافع سمم طعم الحياه ومرره .. ابتسم ابتسامتى الصفراء .. ادخن وانفخ دخانى فى الهواء بطريقه هادئه ولكن مع افاسى يكون القهر حقيقى وله معنى ... .. الى متى سانتظر هنا باسطا زراعى لحلم لا يأتى .. وكأننى ابحث فى المدى على اخر المدى وكأنى افتش فى عيون الناس عن لحظه تنقلنى من هذا المقعد الحجرى الى مكان هناك بعيد عن وحوه غير الوجوه .. وعن لمسه لها طعم اخر .. وهواء له رئحه مختلفه ... كيف انتقل .. بجسدى الضعيف الهش .. وكيف اجعل روحى نعلن تحررها وتنفجر من جسدى اللعين وتقول بكل حريه انها تريد ان ترحل وانها ضاقت زراعا بهذا الجسد الذى يكبلها كأنه سجن ..
افكر قليلا واعرف اننى حتى لا املك روحى لان روحى هناك فى وطن غير الوطن وتسكن فى جسد ... يريد التحرر من روحه ايضا .. انا وحيد هنا اراقب ضعفى واراقب فتات ايامى على مائده من ذاكره لاتحمل الا فشل .. وقلة حيله .. صعب ان اتحمل .. هاكذا قولت لنفسى حين صرخ القطار داخلا الى محطة المدينه .. كيف لى ان انجو من جسدى الذى بات مثل فرع شجره جافه فى صحراء يشكوا الوحده والاهمال ... وروحى تريد ان تطير .. انا اضعف من ان اتحرر من جسدى وجسدى بات لا يقوى على الانتظار وقد انهكته روحى التى تريد أن تخرج من تحت هذا الجلد الاسمر ..وتمزق كل العروق .و من تحت اظافرى مثل طيف اودخان .. ويتفت جسدى الى كومات رمل يأتى الماره ويدهسون على او يلمنى عامل النظافه ويضعنى فى الصندوق الذى يجره طوال الوقت معلنا ان جسدى كومة رمل وكفى ..
انفخ فى الهواء والهواء يأخذ دخانى ودخان القطار ويرحل الى مدينه اخرى هناك فى جنوب لا يعرف الا لغة الانتظاااار ... من يشفق على .. لا اريد .. ولا احد .. كيف انجوا من جسدى .. كيف تتحقق روح تسبح فى عدم الجسد ؟ ... هاكذا دهست سجارتى تحت الحذاء كما اريد ان ادهس فشلى ... ... انا لا املك منكى الا... خصلة الشعر التى فى حافظتى .. اخرجها واشمها ... كانت لها رائحة شعرك وجسدك الذى لم تذهب رائحته من انفى ... هاكذا انا شممت كل تفاصيلك حتى انى كنت اتوق الى ان اشم رائحة روحك .. هاكذا تذكرتك مع صرخة القطار الراحل .. تذكرتك وانتى تضعينى فى الحقيبه اخر لوحاتى .. تقسمين اماكن الحقيبه الممتلئه بملابس لم تسعدى بها معى .. هاكذا تذكرت انك لم تقفى لكى تودعينى لانك خفتى من البكاء لا تريدين ان ارى دموعك ... صرخ القطار سيدتى وانا اشعلت سجارتى الاخرى .. هاكذا كنت اعشق سجارتى وانتى معى قهوتى وابتسامتى .. حتى جبينى المقطب فى الصباح ووجى كنت اعشقه لانه كان فى حضورك .. كنتى انتى التى تعلقين ابتسامتك على روحى .. روحى التى تسكن فى جسدك .. كم كنت لا اريدك ان ترحلى .. اريدك معى جالسه بجوارى على هذا المقعد الحجرى ... تنظرين فى المدى ولا تنظرين الى .. اريدك فقط بجوارى .. وانتى تحدقين فى ساعة يدك او تلعبين فى خاتم انا اهديته لكى تلعبين فيها بأصابع اعرفها ... كنت تلامس وجهى .. هاكذا رايتك الان وانا وحيد بجسد منهك وروح تريد ان تخرج وترحل .. ربما اريد ان اوقع على اخر ورقه لى فى الحياه ربما اريد ان اجعل روحى ترحل اليك ... وانا لا املك الاختيار لا امك الا انى انهى هذه المسئله التى طالما باتت معلقه على شمعات ايام ... لها طعم الفشل .. وطعم الانتظار الممل على محطات القطارات .. كنت اريد ان اكتب على رمل جسدى ... احبك

الخميس، ديسمبر 29، 2011

صباح ... افتراضى


ترتب نفسها امام المرايا كطيف .. تداعب شعرها بيديها .. وتسأل كل الاسئله .. تنادى يصوت عال على كل تفاصيلها التى نامت تحت جلدها الطرى .. هى أمراة معجونه من عسل وماء وطين .. هى كل التفاصيل التى ضاعت فى السفر ونامت فى احضان لغات لاتعرفها .. وقلق لا يشبه حتى القلق .. اليوم تعيد ترتيب نفسها على المرايا وتكتب الحلم الذى ضاع بين ضلوعها مثلما ضاع وطن لم يبقى منه الا لهجتها لو ارادت ان تسب او تلعن الايام التى قادتها الى بلاد بعيده .. هى أمرأة الاثير وكل الحكايات التى تثير الدهشه .. وكل الابتسامات المرغمه على الابتسام .. هذا الصباح يشبه قلب الحبيب الذى نادى كل التفاصيل فيها .. ابيض بلون ابيض ... قالت هى بصوت احلى من العسل وارق من دهشة الاستماع .. هو ينام الان فى سريرى .. له ملامح جنوب قاسى وشوارب خشنه .. ونبت الشعر فى ذقنة الخشن وعيون لها بياض دموى فى ساعة الاستيقاظ .. ادعب وجهه بيدى حتى يصحو ويبتسم ابتسامه اعرفها خشنه ولكنها تأخذ قلبى وتجعله يرتجف تخيفنى بحب وتدعونى ان اقبل الشفاه التى ارهقها دخان السجائر الرخيصه التى يدخنها سيصحوا الان يدخن ويشرب معى القهوه وارتب له ثيابه . هو راقد الان فى سريرى.. وانا ارتب نفسى على المرايا له لكى يكون يومنا يشبه الاحتضان العميق بيننا ويصاحب رعشة الشوق والاشتهاء الذى لا ينتهى .. تنظر الان الى تفاصيل السنين وما ذاد من لحم على الخصر وماذاد من لحم على الوجه .. وكيف تدلى القليل من جلدها فى رقبتها .. لكن هى ناعمه .. مثل الحرير.. هى ناعمة .. هى ناعمه هاكذا قالت داخلها .. سيصحوا حبيبى من الفراس ليرانى .. بعيون بدائيه .. وقلب لا يعرف الا حبه . نادت : حبيبى انه الصباح .. اقتربت من هذا الجسد المدد بطول السرير .. المغطى حتى الرأس .. تفكر ان تسحب الغطاء وهى تتجه نحوه فى بطىء تلامس يدها اول رأسة الحليق .. وتسحب الغطاء رويدا رويدا من على وجهه .. مغمض العينين هو راقد كجسد .. له رئحة الفاكهه وعيون نائمة فى حضن الاطمئنان .. بوجه لا هو طفولى ولا هو جنوبيى ولكن وجه رائق انتهى لتوه من لحظة عرس .. وشفاه قبلتها هى بالامس كانت ساخنه .. وذقن نبت به الشعر لتوه .. وظهرت فيه الشعيرات البيضاء للسنين .. هو حبيبها .. تلامس برفق وبظهر اصابعها هذا الوجه حتى تصل رقبته .. وهى تسحب ظهر اصابعها .. ليصحوا الحبيب ... وبقبله صغيره .. على الشفاه .. عرفت انه ... ميت .. ميت

الأحد، نوفمبر 27، 2011

من انت ؟


كنت انظر الى وجوه القادمين فى الساحه الكبيره بقلق بالغ صالة الوصل رقم ( 1 ) انا خلف الحائط الزجاجى الكبير اضع يداى فى جيوبى ادخن . انتظر هاكذااعتدت على الانتظار الذى اعتادنى .....
دائما انتظر اشخاص لا ياتون واحيانا يأتون ويرحلون فى التو وقبل ان يكون بينى وبينهم اى تواصل ... كان الاثير افضل من الواقع ... هاكذا كل من انتظرتهم قالوا هذه الجمله انا عبر اسلاك الهاتف افضل بكتير من ان ترانى انا بعيون مفتوحه دائما وانف جنوبى صعب وملامح تنم عن غباء حقيقى فيكون من الطبيعى ان كل من انتظره يرحل لتوه ... لى تجارب مع الانتظار كثيره لكن انا لست بصددها الان ...
السؤال فى خاطرى .. كيف سترانى هى ؟ ربما تغلق عينيها و تعود ادرجها .. وربما يكون احتضان خجول ملائم للهذه اللحظه ...
اول مره اعرف انى اتحقق .. اول مره اعرف ان هناك من يعشق ان يرانى ومن يريد ان يأتى لكى يكون معى .. لاول مره تدخل سيده فى ممرات روحى لترانى انا المجهول ذو الوجه الجنوبى الخشن ... هى تقترب الان من بوابة الخروج .. تقترب وهى تدفع العربه ... لا يوجد على العربه حقائب الا حقيبه خفيفه ... سوداء
نطقت اسمى وكان احتضان .. كدت ان اطير من فرحى كدت ان اقفز فى الهواء واصيح حبيبتى ... هى حبيبتى التى دخلت الى روحى من اسلاك الاثير ... هى حبيبتى .. فقط هى الان معى فقط ... كان الاحتضان الطف من وساده وارق من رائحتها كان الاحتضان رائع .. ثمانية اشهر كنا نرى وجوهنا على الانترنت ولا نرى سوى حروف الكلمات احيانا واحيانا لا نرى الا القهر الذى فاض بنا ... جأت حبيبتى .. كنت اريد ان اغنى ... واحسست بضربات قلبها الذى لامس قفصى الصدرى ... قالت : اين حقيبتى ..... سؤال هى تعرف اجابته .. وتسائل من فرط الدهشه هاهكذا قالت ...: اين حقيبتى .. ؟
- : تأخرت حبيبتى فى الطائره الاخرى وسوف نعود لاخذها فى الصباح
اكتمل المشهد .. اكتمل حلمى بها الان هى معى وانا معها نركب سياره واحده نتجه .. من المطار الى الشقه التى اخترتها ..
اخذت تلامسنى وتضع يديها على جبهتى وترف أصابعها ريش على خدى . كنت انظر اليها فقط .. انظر اليها وانا عاجز عن الكلام هى حبيبتى .. هاكذا كان الصوت داخلى حبيبتى وكفى .. ووضعت يدها على مكان ورم فى جبهتى هى تعرفه جيدا من صورتى
من المطار الى الشقه ... خمسة عشر دقيقة وانا لا اصدق عينانى .. ربما يكون هذا حلم .. ربما اريد ان يصفعنى احد لكى افيق من حلمى ... هى حبيبتى قد جات الى من بلاد بعيده لا اعرفها الا صور .. فقط صور .. انتهت الصور يا انا .. انتهت الصور الان يا انا ... انتهت الصور الان .. تلامس وجهى وتضع يديها على ركبتى احيانا والامس اصابعها احيانا اخرى واشبك فيها اصبعى .. كنت مندهشا او خجلا او ... لا اعرف .. ربما لا اعرف لا استطيع الوصف .. احيانا تكون الحقيقه مدهشه اكثر من الاحلام .
وضعت المفتاح فى الباب .. تقدمت هى خطوه ودخلت .. تفقدت الشقه جيدا ربما لم تتفقدها ربما اعجبتها وربما لم تعجبها .. ربما لا اعرف ولكنها بقلب مفعم بالحب الذى رايته عرفت انها ممكن ان تسكن معى فى اى مكان .. ربما قالت : انا هنا ولا شىء اخروانت فقط معى
حكت كل التفاصيل وهى تتحرك... المطار . الاجرأت الممله .. وتقطع الكلام : اين حقيبتتى .. ؟؟
جلسنا قبالة بعضنا .. بيننا المنضده .... هى امامى
-: حمدلله على السلامه ..
ارقب بدقه كل التفاصيل وطريقة كلامها واشاراتها .... كنت اريد ان اعرف كل الاشياء وانا جالس فى مكانى .... كنت اريد ان اتحرك انا واخذها بين زراعى واجعلها تكف عن الكلام ... كنت اقول لنفسى أجعل اللحظه تأتى بلا ترتيب وبلا اى مسبقات .. اعطتنى هدايها ... هى كانت اجمل من كل الهدايا كنت لا اريد شىء سوها وهى معى الان ... حبيبتى ... هى فقط حبيبتى ..
مع التحركات الصغيره ومع تقاطعتنا ونحن نمشى كانت الملامسه .. كانت الملامسه الاولى فى منتصف الصاله هاكذا .... نريد ان تأتى الاشياء هاكذاا بلا ترتيب .. نريد ان نلبى نداء الجسد الذى كاد ان يقضى على ارواحنا شوق .. قطعة عجين .. . هى كانت قطعة العجين التى لم تدخل الى فرن امى كنت الامسها بكاملى بكل تفاصيلى واريد ان اشكل هذا الشوق براحتى .. كنت اريد ان اقطع شوط ثمانية اشهر من البعد والاغتراب والعذاب كنت اريد ان تروينى هى وكانت هى تريد ان ارويها من خشونة جسدى الجنوبى النحيف الذى يشبه شجره محنيه فى فصل الخريف بلون بنى لا يشبه القمح ولا يشبة الطين .. كانت تريد هذا الجسد الخشن الذى نام فى خجل بين ضلوعها .. خجل الاكتشاف .. انه خجل الاكتشاف يا جسد لم ترتوى .. يا جسد اكلتك الروح وعذبتك حتى صرت مثل جزع نخله قارب ان يهوى للارض هى تلقفت جسدى بين يديها .. ولانت بحريتها وستكانت بين يدى وبين ازرعى السمراء فرع شجر معذب فى الهواء يريد ان يسقط .. مابين فرع الشجره وقطعة العجين بين يدى كانت اللحظه الفاصله .. انا قادم من شراينى وهى قادمه من اوطان الاغتراب والشجن المعذب وانا قادم من جنوب جاف لا يهوى الا الخشونه ولا يعرف سواها .. ...... قادم انا على مراكب من العجين الطرى له مزاق القمح .. وله حلاوة السكر .. كانت شفاها السكر فى نصف رغيف ساخن معطر بسمن بلدى لذيذ اذكر مذاقه وانا اختبىء خلف جلباب امى كى لا يرانى الاقران الاخرين .... ...... ولم اكتفى لانى دائما كنت اريد النصف الاخر ..
ها ... نحن نستريح ... من دورة الشوق الى دورة شوق جديد ....
وحين ... ارتدت بنطال نومى .. والتيشيرت الابيض .. كانت مثل فراشه جميله ... نامت واستكانت جوارى ... الا سؤال واحد فى عينيها
( من انت ؟ ) ....

الخميس، أغسطس 05، 2010

بنت لها حواف رغيف ساخن


حدق جيدا فى المرايا واخذ يبحث عن منبت البثور فى وجهه واخذ يقطع روؤس الدمامل الصغيره وضغط عليها حتى احمر وجهة من الالم .. يكره ان يكون لوجهه بثور ودمامل صغيره ... ويكرة شكل الدم الذى يبقى على رأس الدمل المفقوء ... بعد فتره يترك مكان اسود .

اعتاد كل صباح ان يلاطف وجهه بهذه الطريقه حتى صار وجهه يشبة التين الشوكى .. هو مولود من صباره .. ابتسم وقال للمرايا اننى اخضر بلون الصبار ومر بطعمه ..( من كان طعمه مر لا يأكلة الناس ) .الرجل الصباره يعرف تفاصيل الرقصات الاخيره للبنت يرتدى اخر ماتبقى من جلده الذى اخرجه من الحقيبه ودخل الى المسرح .
ترقص البنت على وتدور دورتها حول الراقصين الذين يبتسمون ابتسامة صفراء بلون الاضاءة المنبعثه من اعلى ... كانت عينا الرجل تراقبها هى تعرف الوجه ربما تعرف كل الوجوه ولكن لا تعرف الاسماء .. ولا تعرف نطقها .. هى اضعف من تحتمل نطق كل الاسماء كيف تعلم أدم كل الاسماء .. ؟ هاكذا سألت ؟؟؟؟؟؟ وهى تدور اخر دوره لها ... تعلم ادم الاسماء ولم يتعلم الرقص مثل فراشه .. هذا الوجه الذى يرمقها من بعيد هى تعرفه هى تعرفه وربما لا تعرفه ... هى تختصر كل المسافات وتقف بعد دورتها الاخيره وقفة الذى ينحنى للجمهور وتخرج مسرعه .. كان وجه الرجل يشبة التين الشوكى . ا تذكرته .. رجل غطاها حين شعرت بالبرد وهى نائمه فى كرسى حافله ... وحين فتحت عيناها لم تفزع من وجهه لكنها ابتسمت ابتسامة تشبة برشاقة الرقص .. هاكذا تذكرته ..

خرجت الى المكان الذى يجلس فيه فى الصاله ولم تجده .. لم تجده ... رحل الرجل الصبارة ... اتجهت الى المقعد الذى كان يجلس فيه حدقت جيدا ومالت ومسحت على المقعد المبلل بلون اخضر يشبه الزيت حاولت ان تلمس السائل فلمست ، وشمته تذوقته بطرف لسانها الذى يشبه لسان العصفور .. كان الطعم مر بطعم صباره ... ولكنها ابتسمت من فرط المرار .

مرت الساعات طويله وهو يبحث عن وجه البنت فى صور التليفون او فى التلفاز او على الحوائط فى المبانى اللامعه او فى لحظة الحلم التى لاتأتى فيها ابدا .. البنت مرت على كل ارصفة الحلم والشوارع ومرت على قلبه المتخم بمرارة الصبار الذى تزوقته على المقعد ...
هنا على ناصية الشارع كانت البنت قادمه وكان الرجل الصبارة يقف اشارت له ..قالت ( هل تبحث عنى ؟ ) ابتسمت شفاه الصباره بشكل عفوى وربما بشكل لا يشبه صباره ... قالت : اين ما وعدت : الرجل الصباره لا يتكلم سوى المرار لذلك صمت ، وحرك فروعه ذات النتوأت السوداء واخرج من قلبة تينه .. التقطتها البنت فى نهم ورحلت .. ربما اكلتها وربما اكلت قلبه الصغير الذى يشبه تينه ... رحلت البنت فى زحام الشارع.

عاد هو الى مراياه وحلمه الصغير ببنت تقف لترقص على اطرافها فى المسرح الصغير وتوزع الابتسامات بشكل فاتر وتبحث عن وجه رجل واهم بأنها تبحث عنه ...
و البنت عيناها لا تعير احد الانتباه ولا هو ولا المقعد ولا حتى اعمدة الاناره فى الشارع البعيد .... ا
لبنت لا تودع احد ولا تجيب على الاسئله ولا تعرف سوى الابتسامات الفاتره ...
البنت رحلت مع القطارات ليبقى هو باحثا عن النتوئات فى وجهه الشوكى .

قال الصديق للرجل الصباره : تعلم .. فقال : تعلمت .. قال الصديق للرجل الصباره : تمهل . فقال : تمهلت . قال الصديق للرجل الصباره : البنت لها حروف وحواف صغيره كرغيف خبز ساخن .. ولبها سااااااااااخن ... يخرج منه بخار يتقلب له فمك فتمهل فى لحظة الاكل وتعلم كيف تبحث عن بنت لا تكون مثل رغيف ساخن .. فقال الرجل الصباره :اذن ابحث معى على قطعة ثلج لاجرشها ، ولكن سيتقلب لها فمى مثل لب الرغيف الساخن . تعجب الصديق وقال بصوت اجش : نظرية .