الأربعاء، يوليو 21، 2010

قطعة لحم


من اللحظه التى تشعر فيها بالاندهاش عندما يأتى اليك احدهم يخبرك بانك ميت و بقاياك فى الشارع هناك موزعه تحت ورق جرائد مبلله بالدماء وببصمات الاشخاص اللذين وضعوها عليك اكثر من مره بعد ان طيرها الهواء ...

مندهش انت الان لان خبرك جاء وقالوا انك ميت .. ميت ميت


لن تشعر فيها بالخجل عندما تاتى البنت التى تعرفها تمام المعرفه وتقول ان وجهك مستطيل ولم يكن انت التى تخرج معها وانك طوال الوقت كنت ترتدى قناع اسمه المشاعر الجميله وان وجه الولد المستدير الابيض او الاسمر تحتفظ فيه بجوار اغلى اشيائها فى دلاوب ملابسها وربما بجوار قمصان نومها المعطره التى شممتها انت فى يوم ما ...وتخجل وتخجل حتى تتحول الى الوجه المستطيل الخجول ... فلما تشعر بالخجل طالما هى لا تريدك وتريد ما هو دائرى لان المستطيل لا يناسبها ... مع انك كنت طوال الوقت تعشق الدوائر معها ... خجول انت الان ..


لن تشعر بالصباح الذى ترتشف فيه القهوة المره وتخرج تبحث فى الوجوه والعنواين عن اصحاب الاسماء الموجوده على الاظرف البيضاء اللامعه ذات الملمس الناعم وتلسعك الشمس التى تهرى قفاك وتهرى قلبك الموجوع وانت تدخن تحت سطوة الشمس وسطوة المال و الاولاد و الدين و الشرف والامانه وسطوة الانسان الرافض لكل القيم الباليه وهذه الاشياء التى لا تنفع ببصله وسطوة ابيك الذى تركك وحيد تركل الاحجار فى الشارع المشمس وسطوة امك التى انتزعت خير زادها من فما واعطته لك ودللتك وقالت انت الوحيد رغم الاولاد والزوج والبيت انت الوحيد لانك بعيد دائما ومسافر ... لكى تعود ... وانت بعد ان ماتت لم تعود ولن تعود ابدا وماذلت ترتشف القهوة المره كل صباح وتخرج دائما بلا .......وانت لا تشعر بالصباح .


( لن تشعر باى شىء ) هاكذا قال طبيب الاسنان الذى انتزع ضرسى من اللثه ... ولكنى شعرت ... هو الالم ... ربما كان الطبيب كذابا وربما البنت الممرضه التى كانت تمسك بيدى كانت صادقة لانها كانت تبتسم لى .. لانها كانت تشعر بنفس الالم وانا اضغط على يدها .


ها انت ممدد تحت اوراق الجرائد تحت الحروف ورائحة الاخبار النتنه غطونى بجريدة قوميه .. ميت ميت ... هاكذا قالوا ..


لم تكن تعرف قطعة اللحم التى فى بطن زوجتى انى ممكن ان اغطى بالجرائد فى اى لحظه وانا اعبر الشارع وربما اسقط دون حادث ...