جاء الاخرون وطلبوا من ان ابتسم فى وجه من صافحونى قبلهم ... سلمت انا وانتهيت منهم .. .. والقيت التحية عليهم وخرجت .. هناك فى ناصية الشارع الغريب انتظرت البنت لتاخذ هديتها ... ايقونه تشبه رجل ما او امراة ما .. او ربما لاتشبة احد هى ايقونه غريبه ... لها ملامح جنوبيه عتيقه وشعر اشيب ... وشارب لا يشبه احد .. شارب خاص قادم من هناك من بعيد ... الاخرون خرجوا بعدى ووقفوا بجوارى على ناصيه نفس الشارع ربما هم ينتظرون من ياتى لايأخذ الهدايا منهم .. ربما كانت ايوقونات .. او اقلام حبر او علبة الوان .. او ربما مناديل معطرة برائحة بنت تاتى من قلب اليود .. ومن ملح الماء فى مدينه ساحليه تصيب عيون الجنوبين بالحرقه وبالدهشه .. الدهشه هنا حقيقية .. والانتظار اصعب من لحظة موت ... الاخرون ملوامن الانتظار ولم ياتى احد وانا لن امل واقف انتظر .. سيارة ينزل منها من انتظر لكى اعطية الايقونه ... ... ايقونه قادمه من جنوب مضحك ومن اناس مضحكين ماليئين بضجة السخف .. وتصديق كل الاشياء التى تحكى لهم .. وهم من قالوا عنهم انهم اشتروا ( العتبه الخضرا ) وانا هانا مستعد ان اصدق اننى ممكن ان اشترى البحر واشترى كل السيارات التى تمر فى الشارع .. ولكن وتحت وطئة اضاءة اعمدة الاناره والصخب فى الشارع المزدحم تلمست الايقونه فى الكيس .. كان لها ملمس الخشب ورائحته التى احبها ... ستعجبها ايقونتى ... لكن كنت اريد ان اراها .. وارى ملامح حقيقيه لبنت انا لم اعرف منها الاصوت متعب .. وابتسامه لم تكن الا صفراء اعرف ذلك ... واعرف هذا الاستخفاف برجل خرج من داره من هناك فقل مقداره هنا ودل على انه رجل ا سخيف لا يشبه الاجنوبى سخيف جدا جدا .. وانا انتظر وايقونتى تأن داخل الكيس .. كيف لى ان اقدم هديه داخل كيس اسود ... لا يصلح الا لصندوق القمامه هاكذا قولت لنفسى ولكن هى سوف تلتمس العذر حين تمشى معى فى الشارع وتحكى لى او لعلها تقول لى تعليق على الكيس الاسود انه سخيف بدرجة سخافتى ... .... ربما ... الاخرون يرحلون من الشارع وانا انتظر .. الباعه الجائلين يرفعون طولاتهم .. يخفت الصوت فى الشارع .. واعمدة الاناره .. تبداء فى الخفوت تدريجيا... المشهد يبدوا لى مسرحيا اكثر منه فى الواقع .. وانا انتظر بشغف طفولى ... جنوبى ... خرجت البنت من احدى الشوارع ... وقالت: انت ؟ .. قولت انا ....... .. لم اتحقق حتى من عينيها .. مددت يدى لكى اسلم عليها فسلمت على مضد ... قالت: اين هديتى .. اخرجت ايقونتى من الكيس .. فلمحت دهشه بلون البحر على عوينات زجاجيه ... اجمل من عينيها ... كانت دهشه طفوليه ... ادركت حينها انها لن تمشى بجانبى على طول البحر .. وانها لن تحكى لى شىء عنها .. لانى مجرد رجل جاء ليسلم لها الايقونه وانا لم اكن الا مجرد صوت بل ادركت اننى انا الايقونه ولكنها .. لم تأخذنى الى بيتها ولن تضعنى من ضمن اشيائها .. ولن تضعنى فى حقيبتها ... ولن تعبث بى .. ولن تنظر لى حتى بالاهتمام الطفولى .. ولا شىء ... انا مجرد ايقونه .. ممكن ان تلقى بها من شباك السياره الاجره التى ركبتها ... او ممكن ان تضعنى فى اول صندوق قمامه على ناصية شارعها ... المظلم .. فى هذه اللحظه بعد انا قالت اشكرك سلام .. عرفت انى .. مجرد رجل سخيف فى شكل ايقونه جنوبيه...