السبت، مارس 17، 2012

مقعد حجرى


جلست وحيدا ارقب خطوط السكه الحديد .. قطارت ترحل وقطارات تأتى من بعيد .. ربما يكون الوقت اقصر من المسافات ... ربما اختصر كل هذه المسافات فى لحظة حلم رافضا وافع سمم طعم الحياه ومرره .. ابتسم ابتسامتى الصفراء .. ادخن وانفخ دخانى فى الهواء بطريقه هادئه ولكن مع افاسى يكون القهر حقيقى وله معنى ... .. الى متى سانتظر هنا باسطا زراعى لحلم لا يأتى .. وكأننى ابحث فى المدى على اخر المدى وكأنى افتش فى عيون الناس عن لحظه تنقلنى من هذا المقعد الحجرى الى مكان هناك بعيد عن وحوه غير الوجوه .. وعن لمسه لها طعم اخر .. وهواء له رئحه مختلفه ... كيف انتقل .. بجسدى الضعيف الهش .. وكيف اجعل روحى نعلن تحررها وتنفجر من جسدى اللعين وتقول بكل حريه انها تريد ان ترحل وانها ضاقت زراعا بهذا الجسد الذى يكبلها كأنه سجن ..
افكر قليلا واعرف اننى حتى لا املك روحى لان روحى هناك فى وطن غير الوطن وتسكن فى جسد ... يريد التحرر من روحه ايضا .. انا وحيد هنا اراقب ضعفى واراقب فتات ايامى على مائده من ذاكره لاتحمل الا فشل .. وقلة حيله .. صعب ان اتحمل .. هاكذا قولت لنفسى حين صرخ القطار داخلا الى محطة المدينه .. كيف لى ان انجو من جسدى الذى بات مثل فرع شجره جافه فى صحراء يشكوا الوحده والاهمال ... وروحى تريد ان تطير .. انا اضعف من ان اتحرر من جسدى وجسدى بات لا يقوى على الانتظار وقد انهكته روحى التى تريد أن تخرج من تحت هذا الجلد الاسمر ..وتمزق كل العروق .و من تحت اظافرى مثل طيف اودخان .. ويتفت جسدى الى كومات رمل يأتى الماره ويدهسون على او يلمنى عامل النظافه ويضعنى فى الصندوق الذى يجره طوال الوقت معلنا ان جسدى كومة رمل وكفى ..
انفخ فى الهواء والهواء يأخذ دخانى ودخان القطار ويرحل الى مدينه اخرى هناك فى جنوب لا يعرف الا لغة الانتظاااار ... من يشفق على .. لا اريد .. ولا احد .. كيف انجوا من جسدى .. كيف تتحقق روح تسبح فى عدم الجسد ؟ ... هاكذا دهست سجارتى تحت الحذاء كما اريد ان ادهس فشلى ... ... انا لا املك منكى الا... خصلة الشعر التى فى حافظتى .. اخرجها واشمها ... كانت لها رائحة شعرك وجسدك الذى لم تذهب رائحته من انفى ... هاكذا انا شممت كل تفاصيلك حتى انى كنت اتوق الى ان اشم رائحة روحك .. هاكذا تذكرتك مع صرخة القطار الراحل .. تذكرتك وانتى تضعينى فى الحقيبه اخر لوحاتى .. تقسمين اماكن الحقيبه الممتلئه بملابس لم تسعدى بها معى .. هاكذا تذكرت انك لم تقفى لكى تودعينى لانك خفتى من البكاء لا تريدين ان ارى دموعك ... صرخ القطار سيدتى وانا اشعلت سجارتى الاخرى .. هاكذا كنت اعشق سجارتى وانتى معى قهوتى وابتسامتى .. حتى جبينى المقطب فى الصباح ووجى كنت اعشقه لانه كان فى حضورك .. كنتى انتى التى تعلقين ابتسامتك على روحى .. روحى التى تسكن فى جسدك .. كم كنت لا اريدك ان ترحلى .. اريدك معى جالسه بجوارى على هذا المقعد الحجرى ... تنظرين فى المدى ولا تنظرين الى .. اريدك فقط بجوارى .. وانتى تحدقين فى ساعة يدك او تلعبين فى خاتم انا اهديته لكى تلعبين فيها بأصابع اعرفها ... كنت تلامس وجهى .. هاكذا رايتك الان وانا وحيد بجسد منهك وروح تريد ان تخرج وترحل .. ربما اريد ان اوقع على اخر ورقه لى فى الحياه ربما اريد ان اجعل روحى ترحل اليك ... وانا لا املك الاختيار لا امك الا انى انهى هذه المسئله التى طالما باتت معلقه على شمعات ايام ... لها طعم الفشل .. وطعم الانتظار الممل على محطات القطارات .. كنت اريد ان اكتب على رمل جسدى ... احبك